على هامش تخليد الذكرى 445 معركة القصر الكبير (معركة وادي المخازن) ، وفي إطار حرص الجماعة على ترسيخ الثوابت الوطنية وغرس قيم الانتماء وتعميق مفاهيم المواطنة الحقة والولاء للوطن والقيادة الرشيدة الداعية إلى العناية بأسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير ، وحرصه على ربط وجدان الأجيال بالمكان باعتباره إحدى المكونات الأساسية للهوية والضمير الإنساني ، وحتى تظل أسماءهم محفوظة بذاكرة الأجيال المتعاقبة ، في هذا السياق أشرف عصر الجمعة 4 غشت 2023 المندوب السامي للمقاومة و أعضاء جيش التحرير الدكتور مصطفى الكتيري والوفد المرافق له إلى جانب حضور السيد محمد السيمو رئيس مجلس جماعة القصر الكبير و السيدات و السادة نواب و أعضاء و عضوات و مستشاري المجلس و السلطات المحلية حيث أشرف على تدشين شارع المقاوم المناضل عبد الرحمان اليوسفي وشارع المقاومة جمعة الغرباوي .
وقد تمت تسمية ( شارع المريصة قديما ) باسم الأستاذ المرحوم المقاوم والمناضل عبد الرحمان اليوسفي الذي يعتبر احد الشخصيات الوطنية المتميزة ، بحيث شارك في الحركة الوطنية من اجل حصول المغرب على استقلاله والنضال من اجل عودة محمد الخامس من المنفى والتشبت بالثوابت الوطنية ، وله اسهامات بارزة في عدد من الواجهات السياسية والحقوقية والنقابية والإعلامية ، والذي ساهم في تدعيم المسار الديمقراطي ببلادنا واغناء المشهد الحزبي بالمغرب ، بحيث كان عضو الأمانة الوطنية لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ورئيس تحرير جريدة التحرير الصادرة عن هذا الحزب ، كما ساهم بعد ذلك في تأسيس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وشغل منصب الكاتب العام لهذا الحزب ، عينه صاحب الجلالة المغفور له الحسن الثاني رحمه الله لشغل منصب الوزير الأول سنة 1998في إطار حكومة التناوب وبقي في هذا المنصب حتى حدود سنة 2002على عهد الملك محمد السادس نصره الله ، توفي رحمه الله عليه في يوم الجمعة 29مايو 2020.
وكذلك تمت تسمية (الطريق الممتدة من مقهى أجياد مرورا بحي بلعباس وصولا إلى ثانوية المنصور الذهبي ، باسم المقاومة القصرية جمعة الغرباوي، وهي من مواليد القصر الكبير سنة 1927، وكانت من عضوات منظمة اليد السوداء، وكانت رحمها الله تقوم بجمع الأسلحة والعتاد ومد المقاومين بها، ومؤازرة الفدائيين اللاجئيين وعائلاتهم عندما كانوا يتوافدون من الجنوب إلى القصر الكبير، وشاركت في عدة عمليات، منها عملية السطو على بيت للأسلحة بجبل الغني. وقد تم اعتقالها والحكم عليها بخمس سنوات نافذة بسجن مدينة القنيطرة، قضت منها سنة واحدة قبل أن تلوذ بالفرار .
وتأتي مثل هذه المبادرة الرامية إلى صيانة وتثمين الذاكرة التاريخية الوطنية والجهوية والمحلية للحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، والتعريف وترسيخ ثقافة الوفاء والاعتراف بتضحيات وبطولات رجال ونساء المقاومة، وتعزيز سبل النهوض بهذا التاريخ المشترك وإبرازه ثقافيا وسياحيا ومعماريا
كما شكلت الزيارة التي قام بها الوفد إلى"متحف المقاومة و أعضاء جيش التحرير" مناسبة لاستحضار تاريخ المدينة ودورها الحاسم في تحقيق الانتصارات و تحرير المغرب من قبضة المستعمر. كما تم الاطلاع على بعض المعالم والصور و المجسمات و أدوات و ألبسة لها أبعاد تاريخية و قيمية .
